أهلاً بالعالم !

“أهلا بالعالم”

كانت الكلمة الاكثر مناسبة لكي تطالعني وأنا ادخل للمرة الاولى المدونة التي كرمتني “مدونات عربية” بفتحها لي.

العالم الذي ارغب بأن أكون متفتحا تجاهه، وان اجده متفتحا تجاهي هو الآخر.

كانت الصدفة وحدها من قادتني إلى الاشتراك في مسابقة التدوين التي قادتني إلى المدونة هذه، وانا امارس عادتي اليومية بالاطلاع على المواقع الاخبارية، ومنها راديو مونتي كارلو، الاثير إلى نفسي منذ ايام صباي الباكر، فجربت ان اشترك، فكانت هذه المدونة.

لقد سبق لي ان انشأت مدونة، ولكني منذ البداية لم اكن واثقا من الاستمرار بالتدوين فيها، لاسباب عديدة فصلتها في وقتها، اولها هو لمن سأكتب؟ وسردت اسبابا كثيرة اخرى تحبطني قبل ان ابدأ من الاساس، حتى اسميتها وقتها بـ(اسبوعيات ساخط) السخط الذي لم يولي عني حتى اليوم.

ثم تركتها بالفعل، فالمدونات كوسيلة للاطلاع والمعرفة لا تجد في العراق ما وجدته في مصر من مهتمين وقراء ومتابعين، خصوصا بعد ان جاءت مواقع التواصل الاجتماعي ــ فيسبوك تحديدا ـ لتأخذ المساحة الاكبر للنشر والكتابة على الفضاء الالكتروني في العراق، بين المثقفين والمتعلمين، أو غير المتعلمين على حد سواء، خاصة ان الفيسبوك يتيح الرد والنقاش حول ما يُكتب مباشرة، حتى غدا الموقع الازرق ساحة كبيرة للنقاش، وللعراك في غالب الاحيان، ونقل العراقيون خلافاتهم اليه، ومارسوا هوايتهم المحببة بالاقتتال ووجد الطائفيون فيه ساحة رحيبة للصراخ، فكادت اصوات العقلاء ان تضيع في هذا الضجيج.

على أي حال، وجدت فيه انا الاخر بديلا عن المدونة التي انشأتها قبل ان اعرفه، اكتب فيه على سجيتي، دون الاضطرار إلى الالتزام بقواعد البحث العلمي التي تتطلبها الكتابات المتخصصة الاخرى التي انشرها ضمن نطاق تخصصي العلمي، وهو علم السياسة (السياسة العامة، وسياسات الامن الوطني تحديدا)، ولاسباب شخصية فقد بقيت صفحتي مقتصرة بدرجة كبيرة على اصدقائي ومعارفي، مما قلص نطاق من يستطيع قراءة كتاباتي الحرة تلك كثيرا.

ثم جاء مشروع مدونات عربية فحفزني مرة أخرى على الكتابة، ووجدت من المناسب ان تكون هذه السطور اولى تدويناتي، وان ادمغها بما وضعه المحررون في المنصة في رأسها (مرحبا بالعالم)، واسجل هنا شكري وتقديري للمشروع، وللجهود التي بذلت فيه، واكبر فيهم هذه البادرة الجميلة.

أما اسمها، فلعل الظرف الحرج الذي يمر به العراق، وولدت خلاله، (سقوط الموصل بيد تنظيم داعش الارهابي واحتراق العراق) واستقرائي للتاريخ العراقي الذي كان على الدوام متفجرا، نابضا بالاسى، وهذا ما دفعني الى دمغها بهذا العنوان الحزين، الذي لا اجد غيره يتناسب مع حال وطني العراق.

رغم ذلك اقول مرحبا بكم:

انا عراقي، اسمي علي المعموري، متخصص بعلم السياسة، قسم النظم السياسية والسياسات العامة، احمل شهادة ماجستير في هذا التخصص، رسالتي تناولت سياسات الامن الوطني العراقي منذ (2003ــ2014).

اكتب في عدة مجلات متخصصة، وفي الصحف العراقية.

نشرت لي دراسات متخصصة في مؤسسات بحثية عربية وعراقية مثل (دار الخبرة العراقي، منتدى البدائل العربي للدراسات/ مصر).

ارحب بمن سيجشم نفسه عناء قراءة ما اكتبه، ومستعد لسماع آراءكم، والرد عليها، في اطار من احترام الاخر، وحرص على إعلاء قيم الاختلاف، وليس الخلاف، الاختلاف الخلاق الذي اقدسه، واعيش لأجله.

تعليق واحد على

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.