في انتظار الابابيل

(1)

ألم ترَ كيف فعل بنا أصحاب الفيل؟

ها نحن

منذ ثمانون ـ او لعلها ثمانين فالأمر سيان ـ ننتظر طيرا أبابيل تبدد هذه الوحشة

تدرك أحلامنا التي تُفصد واحد تلو آخر، وتيبس أرواحنا مثل الوند وجسره الوحيد

أرواح الشباب التي تهشم في صحن ثريد المتاجرين باسمك لا في صحن هاشم الممدوح أيام السغب، ونحن نتلوى حولها يستنزفنا اليتم والتطلع

نرفع رؤوسنا عاليا، عاليا إليك

الأحلام المتمددة في وادي السلام يصلها بقلوب الأمهات خيط سمكه الوجع الأزلي المقيم في هذه الارض

وسؤال اللائمينا فيك يبري تصبرنا ويأكله رويداً: كيف ترك قطعان الملوك والأمراء والضباط وأشباه الرجال والكواسر الخسيسة تأكلكم وهذه الأرض؟

(2)

مدي إلى هذا التنور القتيل في صدري كفك البلور

اقبضي ما شئتِ

سيلوث الرماد ذلك الفجر الممتد من جبينك إلى قلبك

(3)

يقتلني

أن تلك الأكف الضارعة بالدعاء لم تعد تمطر في روحي

أن الندى لم يعد يتسرب منها إلى قلبي الهلع

وأن الليالي التي كنت ارصف فيها الحلم على الحلم، وأصب بينها الأمل لأصعد بما ابتنيت نحو أمانك

أن تلك الصفوف التي خططتها بالطول والعرض رجاء الطمأنينة

كلها تتهاوى أمامي وأنا انتظر وانتظر طيرا أبابيل لعلها هاجرت إلى قطبك الشمالي تحميه، هربا من هذا الجحيم المحتاج إلى نظرة من لطفك

28/8/2018