نخلة لارغو ماغنانابولي

أجعلُ محطة التيرمني ـ وهي المحطة الأساس في مترو #روما وقطاراتها الخارجية ـ خلف ظهري، واتوجه صعودا الى “بيازا ديلا ريبوبليكا” ساحة عظيمة، نصف دائرية، حيث تقع كنيسة سانت ماري للملائكة والشهداء مشكلة الضلع المستقيم للساحة، والتي صممها مايكل انجلو، وقسمها شارع الى قسمين غير متساويين، ناهيك عن تهدم بعض من اجزائها، اتوقف حين أصلها، أعني ساحة الجمهورية ونافورتها التاريخية وكنيستها المايكل انجيلوية، استديرُ يسارا، تصير الكنيسة خلف ظهري، وانحدر باتجاه مركز روما القديم، المنتدى الروماني، والكولوسيوم، وقبلهما نصب فيكتور ايمانويل الثاني حيث ينتهي شارع نازولينا، قبيل الوصول الى الدرج النازل نحو النصب، هناك ساحة صغيرة، دوار أو فلكة كما نسميها في العراق، اسمها لارغو ماغنانابولي، على يميني شارع يصعد شمالا، ويسارا سوق تراجان التاريخي أمر جنبه، اتجاوزه وانزل الى الساحة يواجهني عمود تراجان، مفتوحا على المشهد التاريخي بكامله، نصب فيكتور ايمانويل ـ كتبت عنه مرة ـ المنتدى الروماني ببقايا قصوره وجلاله، الكوليسيوم وغيره، كنت امر يوميا بهذه الكيفية، وهذا الطريق، ربما حوالي شهرين، دون أن ألتفت الى الفلكة الصغيرة، الفلكة التي اكتشفت أن بها بعضا من أهلي!

كنت نازلا من الطريق الشمالي الذي ذكرته، لا أدري أين كنت، عبرت الساحة بعجل، مشيت قليلا، ثم صعقت، والتفت لما سكبته ذاكرتي فجأة في رأسي، طلقة سريعة، يا الله، هذه نخلة، نخلة تقف وحيدة هنا، مثلي في هذه المدينة العتيقة، هذه عمتنا النخلة، بعض من أهلي، من كرامهم، وقفت لما شاءت الروح من الوقت اتأملها، ثم مضيت لأمري، وصرت اتقصد المرور قربها حتى وإن كان مقصدي نائيا عنها، اقف مُسَّلِما، ثم أمضي لا ألوي على شيء.