في مرحلة من الطريق السريع الرابط بين بغداد ومدن الجنوب، -الذي ألج إليه من النجف عبر مدينة الحلة – تقف اربع نخلات متفردات بين اخواتهن، بالطول نفسه، العمر نفسه، حتى سعف النخيل متسق ومتوافق، ورغم هذا التفرد والتمايز، إلا انهن غير شواذ وسط بقية النخلات المجاورات لهن، ولايكسر تشابههن الانتماء الذي يربطهن بالبقية منذ الأزل العراقي المتصاحب مع النخيل، حينما اشاهد هذه النخلات احس بالانتماء، اشعر انهن يمثلنني واشقائي وسط العراقيين، نشرب من ذات المياه، ونتغذى من ذات التربة.
ولكن مع اول سيطرة للقوى الامنية، وحين اكون قد وضعت السماعات في اذني، وامسكت كتابا او مجلة استعين بها على الطريق، فيترك الشرطي كل من في السيارة، ويسألني لوحدي (شجاي تسمع؟ انت عراقي؟) تلك اللحظة اتذكر كل الوجع العراقي اليومي الذي اتجرعه رويدا كالسم، ثم يتبخر الانتماء من عقلي، ويظل موضعه في قلبي يقطعني ألما.
لم اعرف مصدر الصورة البارزة الأصلي، كما لم اجد يوما الوقت الكافي لالتقط صورة “لنخلاتي” الأربع.
4/ 5/ 2015