قبل عام تقريبا اشتريت مجموعة من بقايا مكتبة احد مدراء مدرسة منتدى النشر في النجف، التي شتتها الوارثون كدأب ابناء المثقفين في الانتقام من غياب الوالد عنهم وانشغاله بكتبه وطلابه، فيبيعون مكتبته كرد فعل وانتقام لذلك الغياب.
ورغم انني اشتريتها بثمن بسيط إلا انها احتوت كنوزا من الكتب المفقودة والمهمة، ناهيك عن المجلات النجفية المتوقفة عن الصدور مثل مجلة كلية الفقه التي رأس تحريرها المفكر الراحل العلامة هاني فحص، والكثير من المطبوعات القديمة.
من بين تلك المطبوعات كانت سلسلة من إصدارات دار الهلال في القاهرة، واثمن ما في هذه المطبوعات الهلالية هي الطبعات الأولى لعدد من مؤلفات احد كتابي المفضلين، وهو الأستاذ العقاد رحمه الله.
ولأني كنت مشغولا بكتابة رسالتي للماجستير، فقد تركت الكتب التي تحتاج الى تصليح الى وقت آخر، وقبل أيام عدت لها.
ما لفت نظري هنا هو العبارة التي ذيلت بها إصدارات الهلال تلك، فقد كتب في الغلاف الداخلي الاخير للكتب عن وكلاء التوزيع عبارة (الخليج الفارسي) واستمرت العبارة تذكر حتى نهاية ١٩٥٨، مع العلم ان دار الهلال اممت من قبل حكومة جمال عبد الناصر، زعيم القوميين والقومية العربية، ولم يستفز هذا احد من اتباعه العراقيين او الاذناب الخاضعين في الخليج.
ما يؤلمني حقا اننا كعراقيون كنا على الدوام الأكثر حرصا على عروبة الخليج، وحتى هذه اللحظة، فعندما ثارت مسألة اعادة تسمية الخليج على خرائط كوكل فإن اكثر من انتفض كنا نحن العراقيون، وكأن عروبة الخليج لم تعد مرتبطة إلا بالعنوان وحسب، ياللسخرية.
انظر الخليج فلا أرى فيه عربا يحبون العرب، دول الخليج – عدا عمان- بلا هوية واضحة، وهمة حكامها تسير نحو تخريب كل حواضر العرب الكبرى، جاعلة من نفسها بيادق امريكية، لا تتحرك نيرانهم إلا لحرق اخوتهم العرب، ونظل نحن العراقيون ندفع ثمن عروبيتنا الحقة في خليج غادرته روح العرب.
الصور الثلاث الأولى المرفقة لكتاب عبقرية الصديق للأستاذ العقاد الصادر عام ١٩٥٥، والثلاث الاخريات لكتابه حياة المسيح الصادر عام ١٩٥٨ واترك لكم تتبع التواريخ وقراءة الاختلافات.