عادة ما افرح كثيرا بصحبة كبار السن اثناء السفر، لأنني أُمني نفسي ساعتها بالاستماع الى تجارب غنية وآراء استخدمها في قياس آليات تشكل الرأي عند العراقيين، او على الاقل استمع الى حكايات أوسع رصيدي التراثي عبرها، اما اذا اجتمعت التجربة والعلم معا فتلك الغنيمة الكبرى.
ولكن الامور لا تكون كذلك دائما، اليوم جلس جنبي “شايب” صحبة زوجته، جعلني احس انه بسذاجة طفل تمت تربيته في زجاجة، وانه لم يعش اي تجربة ولم ير شيئا في حياته، وخلال الرحلة اقتصر نشاطه إما على التذمر بسذاجة حتى من جباية النقل، او مشاركة زوجته بازدراد اطعمة متنوعة من حقيبة الزوجة، الحقيبة التي بدا انها كالحقائب السحرية التي تمتد الى اعماق سحيقة، عامرة بالاكل و”النمنمات”
في النهاية استسلمت “للهدفون” وشغلت تسجيلي لعزف الاوركسترا العراقية للسمفونية الاولى لمالر يوم الجمعة الماضي.