ذلك الانكسار العراقي

حال بعض العراقيين ــ وليس كلهم ــ مع الوطن هو كحال أمهاتنا معنا، ينفقن أعمارهن في سبيل ضحكة ترتسم على وجوهنا المكفهرة أبدا، نقسو عليهن فيغفرن، نخطئ فيبررن لنا الخطأ بطريقة عجيبة يعجز عنها ارسطو ومنطقه، مهما ابتعدنا، فسنكون قريبين لأفئدتهن، حاضرين على الدوام بين الجفن والعين، بين الشغاف والأوردة، رغم الخسارات الكبيرة، ورغم الخيبات المتلاحقة.

أليس غريبا أن نكون نحن الأم، ووطننا هو الابن القاسي؟!

ولهذا السبب، فإن هؤلاء العراقيين المعنيين، ومهما ابتعدوا، مهما سعدوا، ومهما التأم من جراحاتهم المزمنة، وصادفوا من مسرات، مهما حدث، فإن هناك شيئا في داخلهم سيظل مكسورا، عصيا على أن تجبره سعادة، أو تلم شتاته فرحة، او أرض جديدة.

سيظل ذلك الألم يعتصرهم وهم يضحكون، مع كل ذكرى تلامس ارواحهم من أبنهم القاسي.

سواء أكان رائحة التراب المرشوش عصرا.

أو صورة التوابيت المتلاحقة، ملفوفة بالعلم القاسي، تغذ السير بهمة نحو وادي السلام في النجف، أو نحو مقبرة أبي غريب.

مهما تناسوا، مهما ابتعدوا

ستظل في القلب غصة

بعض العراقيين، سيظل العراق، على الدوام؛ جرح صعب الالتئام في أرواحهم

بعضهم

الصورة للمصور الفنان العراقي علاء المرجاني

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.