عن التنمية وتوابعها ومستلزماتها!

وأنت تقلب في صفحة الفيسبوك، يسأل سائل (بطران كلش) ماذا ستفعل لو صرت رئيس وزراء؟
هنا تذكرت الحكاية التي سمعتها عن المرحوم غني عجيمي (آل عجيمي عائلة عربية نجفية، وتلفظ بألف موصولة: آعجيمي).
فقد روي انه كان جالسا مع أبناء طرفه (العمارة) في ديوان الحاج عطية ابو كلل رحمه الله، في ليلة باردة، وكان (حجي آعطية) قد وضع لهم شوالا من التبغ الفل، وتل من أوراق لف السجائر أيام لا فلتر ولا هم يحزنون، قبل زمان (المزبّن).
وبين لهيب الجمرات في (المنقلة) وتشابك دخان السجائر (المثعولة) يصل الى سقف الغرفة ليهرب من كوة فيها لا يلوي على شيء، وبين خبر جاد، وضحكة عابرة، بين وقار الشيوخ ولهفة الشباب، رمى الحاج عطية سؤاله الى غني، الشيخ الثمانيني، الذي قضى عمره حمالا، وحتى موته كان أشهر من حمل المشعل في النجف، عاري إلا من سروال، تتطاير النيران العالقة بالخرق المحترقة على جسده كرذاذ الماء وهو ثابت يدور بالمشعل و(يردس)، وتذهب الاسطورة الى ان تلك النيران المنهمرة كالمطر في الميازيب لم تكن تحرق شعر جسده العاري الأشيب.
سأله (حجي آعطية) بصوته المجلجل:
ــ يغني….. إذا تصير ملك شتسوي؟
فرد غني بسرعة فائقة، مختصرا الأصل في احتياجات كل فقير، وفّر له (عطية) ــ الذي مثّل النظام السياسي حينها ــ التبغ والقهوة، وترك له أبوه دارا يسكنها واطفاله، فلم يحتج سوى قوة يستعين بها على العمل، والقوة تحتاج ما لخصه غني عجيمي بالقول سريعا:
ــ أكثر الطبيخ والتاﭼـينة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.