لا شيء مجانا

كل جميل ترغب بالاستمتاع به له ثمن، للجمال مهرهُ، لتلبية حاجاتك مقابل يستلزم أن تدفعه، حتى دخول المساجد للفرجة هنا له ثمن، برج مراقبة بائس يستلزم أن تدفع لتدخله، وبجوفه محلات تبيع لك وتجبي المزيد والمزيد، كل شيء قابل لأن يتحول الى مورد رزق للناس، وللدولة الضامنة لك، إلا في العراق.
تضع الدولة رسم تأشيرة بائس على الزائرين فتقوم الدنيا ولا تقعد، ويتهم من يسند القرار في عقيدته وضميره الديني، رسم حدودي بائس مقابل سكن مجاني على طول الطريق بين كربلاء وغيرها، طعام مجاني متنوع وفاخر، الدولة تسخر كل مواردها وبنيتها التحتية – ليخرج سماحة المتولي الشرعي على الحضرة العباسية منددا بتقصيرها رغم كل شيء – بيوت الناس مفتوحة، والدوائر معطلة، والشوارع مكتضة “مالك محط رجل” العتبتان المحترمتان توفران باصات نقل مجاني من الحدود الى كربلاء، لتقطعا رزق سواق بسيطين ينتظرون المناسبة من العام الى العام للتكسب خلالها، اطنان من النفايات المستوردة من دول الزائرين، [المساكين] الذين استكثر الناس عليهم الدولارات العشرة، نفايات لا يعاد تدويرها، تملئ الشوارع وما تبقى من مساحات خضراء، ضغط على شبكات متهتكة قديمة للمياه والمجاري والكهرباء، كل شيء مشرع وكأننا في مضيف شيخ قديم لا في دولة حديثة لها متطلبات وواجبات وحقوق، ونستكثر التأشيرة البائسة آخر المطاف!!!
#اركض_يعامر_اركض
#اسطنبول
الصورة: #برج_الفتاة، تصويري.