المنكفئون في زاويتهم

 

بعض الناس، تحطم الحياة قدرتهم على أن يشاركوا أحزانهم مع الآخرين، يمكن أن يكونوا عطوفين، مراعين، أهل للثقة والمسؤولية، لكن في صميم أنفسهم هناك صندوق لا يتسع سوى لهم، لأنهم إذا أشركوا أحبتهم بهذه التعاسة فسيخربون حياتهم.

بعض الناس لا يستطيعون أن يكونوا على سجيتهم مع أقرب الأحبة إليهم، لأن سجيتهم خشنة، قاسية، يمكن أن تجرح الآخرين، لأنهم لم يعيشوا خلال حياتهم ما يؤهلهم لأن ينبسطوا كما هم، أرواحهم حادة مثل صخور الشواطئ، مؤذية لو أطلقوها دون كبح، مؤذية مثل منشار صدئ، بعض الناس محكوم عليهم بأن يبكوا للآخرين، ويحزنون من أجلهم، أن يقفوا معهم كل وقت، وأن يبذلوا طاقتهم من أجل غيرهم، هذه هي الطريقة الوحيدة لكي يحتفظوا بمحبتهم، السبيل الوحيد لكي يسعدوا أنفسهم، بإسعاد الآخرين.

بعض الناس تصنع بهم السعادة خللا، عواطفهم معطوبة، إذا شعروا بالسعادة فقدوا القدرة على أن يكونوا عناصر إيجابية في حياة أحبتهم، لمن حولهم، مثل النواعير، إذا توقفت عن الدوران أصابها العطب، مثل بيت يحتاج لإدامة وسكان، بيت من الطين المفخور، الطين يحتاج الحياة، وهم يأنسون إلى ذلك النصل الأعمى الذي غرسته الليالي في قلوبهم عميقا، واستمرت بفركه ذات اليمين وذات الشمال.

بعض الناس يلتذون بالجوع، ويأنسون إلى شبع من حولهم، يكدرون أرواحهم بالكرب، ويفرحون لبهجة أحبتهم، منكفئون في زاويتهم، مثل متصوف مزق الوله رغبته.

هل هم مخطئون؟

السؤال هو: إذا أسعدوا من حولهم، فما الداعي للسؤال عن خطأهم؟

والجواب هو المحبة، المحبة تلزم بالسؤال، ولكنهم مصابون بالعطب، ولعلهم يشفون بالمحبة.

بعض الناس

بعض الناس..

31/ 3/ 2018